کد مطلب:90676 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:129
وَ أَعْرَابُ أَهْلِ الشَّامِ، وَ أَنْتُمْ لَهَامیمُ الْعَرَبِ، وَ یَآفیخُ الشَّرَفِ، وَ الأَنْفُ الأَقْدَمُ[5]، وَ السَّنَامُ الأَعْظَمُ، وَ عُمَّارُ اللّیْلِ بِتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ، وَ أَهْلُ دَعْوَةِ الْحَقِّ إِذْ ضَلَّ الْخَاطِئُونَ. فَلَوْ لاَ إِقْبَالُكُمْ بَعْدَ إِدْبَارِكُمْ، وَ كَرُّكُمْ بَعْدَ انْحِیَازِكُمْ، لَوَجَبَ عَلَیْكُمْ مَا وَجَبَ عَلَی الْمُوَلّی یَوْمَ الزَّحْفِ دُبُرَهُ، وَ كُنْتُمْ مِنَ الْهَالِكینَ[6]. وَ لَقَدْ هَوَّنَ عَلَیَّ بَعْضَ وَجْدی، وَ[7] شَفی بَعْضَ[8] وَ حَاوِحِ صَدْری[9]، أَنْ[10] رَأَیْتُكُمْ بِأَخَرَةٍ تَحُوزُونَهُمْ بِالسُّیُوفِ[11] كَمَا حَازُوكُمْ، وَ تُزیلُونَهُمْ عَنْ مَوَاقِفِهِمْ[12] كَمَا أَزَالُوكُمْ، حَسّاً[13] [صفحه 655] بِالنِّضَالِ[14]، وَ شَجْراً بِالِّرِمَاحِ، تَرْكَبُ أُولاَهُمْ أُخْرَاهُمْ[15]، كَالإِبِلِ الْهیمِ الْمَطْرُودَةِ تُرْمی عَنْ حِیَاضِهَا، وَ تُذَادُ عَنْ مَوَارِدِهَا. فَالآنَ فَاصْبِرُوا، أُنْزِلَتْ عَلَیْكُمُ السَّكینَةُ، وَ ثَبَّتَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْیَقینِ. وَ لِیَعْلَمَ الْمُنْهَزِمُ أَنَّهُ مُسْخِطٌ رَبَّهُ، وَ مُوبِقٌ نَفْسَهُ. وَ[16] إِنَّ فِی الْفِرَارِ مَوْجِدَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[17] عَلَیْهِ، وَ الذُّلُّ اللاَّزِمُ لَهُ، وَ الْعَارُ الْبَاقی، وَ اعْتِصَارُ الْفَی ءِ مِنْ یَدِهِ، وَ فَسَادُ الْعَیْشِ عَلَیْهِ[18]. وَ إِنَّ الْفَارَّ لَغَیْرُ مَزیدٍ فی عُمُرِهِ، وَ لاَ مَحْجُوزٍ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ یَوْمِهِ، وَ لاَ یُرْضی رَبَّهُ. فَمَوْتُ الرَّجُلِ[19] مُحِقّاً قَبْلَ إِتْیَانِ هذِهِ الْخِصَالِ خَیْرٌ لَهُ مِنَ الرِّضَا بِالتَّلَبُّسِ[20] بِهَا، وَ الاِصْرَارِ عَلَیْهَا[21].
إِنّی[1] قَدْ رَأَیْتُ جَوْلَتَكُمْ وَ انْحِیَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ[2]، تَحُوزُكُمُ[3] الْجُفَاةُ الطُّغَامُ[4]،
صفحه 655.
و نسخة ابن أبی المحاسن ص 121. و نسخة عبده ص 256. و نسخة الصالح ص 155. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 53. و نهج السعادة ج 2 ص 205. و نهج البلاغة الثانی ص 175. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 53. و نهج السعادة ج 2 ص 205. و نهج البلاغة الثانی ص 175. و نهج السعادة ج 2 ص 207.